حركة فتح بين المساءلة والنقد

حركة فتح بين المساءلة والنقد

  • حركة فتح بين المساءلة والنقد

اخرى قبل 4 سنة

 

حركة فتح بين المساءلة والنقد

حركة فتح تنظيم نضالي يجمع بين الطليعية والجماهيرية معًا، فلم يكن طليعيا بمعنى النخبوية المنقطعة عن الجماهير، ولا جماهيريا منفلت بلا هدف أو راية، أوبلا مضامين نضالية وخدمية للجمهور، في كل المجالات، لذلك تشكل في المنطقة الرابطة بين المفهومين.

الحركة الثورية الوطنية الفلسطينية ومنها حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح خبرت مسالك النضال كلها من العسكري بأنماطه الكبرى المتنوعة، الى السلمي الجماهيري بأشكاله الداعم للصمود فكانت لجان الشبيبة ولجان المرأة ولجان العمال للعمل الاجتماعي في فلسطين، وفي فضاءات أخرى.

دخلت حركة فتح معترك السلطة الوطنية الفلسطينية من بوابة البناء للدولة المستقلة، فشاب تجربتها في السلطة ما شابها من عوار وسلبيات، في مقابل ايجابيات كثيرة.

المجال التنظيمي الداخلي و مساحتي المجال الوطني العام

أصبحت الكوادر بالحركة ملزمة بالتعامل مع مجالين كبيرين هما المجال التنظيمي الداخلي، والمجال الوطني العام.

* في المجال الأول أي التنظيمي نرى ابن فتح المنظَم الملتزم يخوض فيه صراعه الداخلي في بيته ضمن النظام الداخلي (دستور فتح) ، وداخل الاطر(الهياكل من شعب ومناطق وأقاليم، ومكاتب حركية...) ولخدمة الأهداف والجماهير بالتخطيط والتنظيم والإدارة والتدريب وعمل الفريق والتقويم ووضع الخطط موضع التنفيذ، وتنفيذها بتناغم والتزام، وبناء الذات واتخاذ القرار وممارسة النقد الذاتي والجماعي.

*وفي المجال الثاني أي في المجال الوطني العام شعبتان/أو مساحتان في الشعبة الأولى نجد العمل الشعبي النضالي الميداني وفيه: يكون العضو والكادر هو ابن فتح وابن فلسطين معًا الثائر والمناضل والمقاوم، حيث أنه في هذا الإطار الوطني النضالي الميداني معني بتكريس الفكر الثوري الممثل للحركة عبر سلوكه واتصالاته وتعاملاته مع الناس، ومعني بتكريس وتنفيذ ذات الفعل النضالي ضد الاحتلال على الأرض وفق ما تقرره الحركة من فعاليات، أو وفق ما تجترحه الجماهير من ابداعات، ومبادرات تتلقفها الحركة وتنميها وتطورها لتصبح المقاومة بأشكالها المتعددة فعلا نضاليا يوميا، ومنهج حياة: في مقاطعة بضائع المستعمرات، وفي نبذ كل ما يمت له بصلة، وفي كافة الفعاليات الاشتباكية اليومية الاخرى مع الاحتلال.

* في الإطار الوطني العام أيضا بالشعبة أو المساحة الثانية فإن ابن فتح هو المواطن الملقَى عليه كمواطن في دولته (في سلطته مؤقتا) كفرد وكجماعة مهمة متابعة ومساءلة وتقويم أداء المؤسسات جميعًا لخدمة الجماهير، ما يخدم فلسطين، والحركة استتباعا.

الدخول في معترك الحكومة، والمجتمع، أي في المجال الوطني العام بمساحته الثانية -للشخص كمواطن في دولته- يستدعي من المناضل الفتحوي أن يؤهل ذاته من اليوم فصاعدا لخوض نضاله بأشكاله المتعددة والتي منها في داخل السلطة، أو في مواجهة عثرات أوأخطاء المؤسسات المختلفة في السلطة الوطنية الفلسطينية، أو الحكومة الفلسطينية ضمن دولة فلسطين ضمن آليات النقد أوالمساءلة المجتمعية الواجبة في ظل الدور الطليعي الريادي الهام لأبناء وكوادر حركة فتح.

النقد والنقد الذاتي الواجب تفعيله بكل الأطرالحركية بتواصلها الأفقي أو العمودي وفق المادة4 من النظام الداخلي (دستور) الحركة هو النقد والنقد الذاتي -أو بالمصطلحات الحديثة المساءلة الذاتية والمساءلة التنظيمية أي الفردية والجماعية- التي حسب المادة ذاتها يؤدي تطبيقه الى: (ضمانة سلامة مسيرة الحركة، وتتم ممارسة النقد والنقد الذاتي من كافة الأعضاء والقيادات ضمن الأطر التنظيمية).

فشلت الحركة قيادة وقاعدة في تطبيق -أو التثقيف أو بإعادة بناء- المباديء الأساسية الخمسة للحركة بشكل تفصيلي بنيوي ضمن آليات محددة في المجال التنظيمي، وفي المجال الوطني العام، لذا وجب ان نبدأ خير من الانتظار.

التناغم وليس العِراك

إن التثقيف في تطبيق المباديء الحركية الخمسة يستدعي منّا تطبيق النقد والنقد الذاتي والمتابعة أوالمساءلة الداخلية (بالمصطلحات الجديدة للنقد).

وهي ذاتها المساءلة المجتمعية الواجبة الاتباع من كل الكوادر في كل المواقع في مواجهة الأخطاء وتصويبها في الاطر خارج الحركة من بلديات وتجمعات وجمعيات ومنظمات ونقابات ووزارات ومؤسسات.

الحركة عوضا عن بناء آليات تحقق المباديء داخليا أطلقت في كثير من المواقع الحركية الداخلية عملية انتخابية بلا قيمة سياسية أو ثقافية أو ديمقراطية! حسب عدد من المؤشرات، بحيث انقطع صندوق الانتخابات واستأثر بالاحتضان بعيدا عن فكرة النقاش والحوار والتداول والمساءلة ضمن مفهوم التطوير والتعديل، والتناغم وليس التنافر، والانخراط الكلي التفاعلي الأخوي ما هو حقيقة المؤتمرات ضمن النظام الداخلي.

اتخذت عديد المؤتمرات الداخلية في فتح سياق العِراك الاستنزافي دون محصلة تطويرية أو تغييرية تداولية مطلوبة، ولما لم يقم التنظيم بأطره في بلورة الاجتماعات التنظيمية الدورية الفاعلة، واللقاءات التنظيمية في سياق الواجب والمهمة والمطلوب والتثقيف الذاتي والبناء وأحقية الإصلاح الداخلي فيما هو مرتبط بالقواعد الخمس (من المادة 1 الى المادة 6 بالنظام الداخلي) ممثلة ب

الالتزام

والانضباط

والمركزية الديمقراطية

والنقد والنقد الذاتي (المساءلة التنظيمية)

والسرية (مضامين الاجتماعات).

فإن الكادر الحركي أصبح يدور في فلك الفكر الاستخدامي التحشيدي فقط، وليس في فلك الفكر البنائي التناغمي الجمعي الكلي.

من هنا فإنه لتصليب قوة الأطر الحركية وتطوير فعل الكوادر، داخليا وخارجيا، في مقابل ضعفنا البادي عبر الانطلاق للشتم والردح والاتهام سواء في المؤتمرات الداخلية، أومع أو في مواجهة عثرات الحكومة، أو النقابات، أو الجمعيات أو البلديات...الخ، أوعلى مساحة النزيف في المقهى الالكتروني في وسائل التواصل (التنابز) الاجتماعي، وجب علينا العمل بكلتا يدينا. "يد تقاوم، ويد تزرع"

 

 

 

يد تقاوم، ويد تزرع.

يدك اليمنى تخطط وتفكر وتبدع وتنجز...

ويدك اليسرى تتابع وتُسائل وتنقد...

وبكليهما نتقدم وننتصر في المساحات المذكورة كلها سواء الداخلية التنظيمية كملتزم، أو الوطنية العامة الميدانية منها كمقاوم، أو الوطنية كمواطن من حقه المساءلة.

 

مجالات ومساحات الفعل لعضو التنظيم

 

التعليقات على خبر: حركة فتح بين المساءلة والنقد

حمل التطبيق الأن